مع أو ضد تعليق مجلس الأمة الكويتي! - محمد الفزاري

 


قبل 7 سنوات كتبت معلقا حول صراع شد الشعر الذي تمر به منطقتنا العربية، وخاصة الخليجية. ما حدث ويحدث في الكويت لا أتوقع أنه خارج هذا المشهد؛ فالوضع السياسي في الكويت لا يختلف عن صراع شد الشعر عند الأطفال: ما الأصلح للأمة في الظروف الراهنة؟ هل عقل مستبد يحاول فرض العلمانية رغم الاستبداد أم عقل مؤدلج بالإسلام السياسي يدعو للديمقراطية؟ بات من الصعب الاختيار بين مثقف أو سياسي يدعو للعلمانية ويؤيد الاستبداد، ومثقف أو سياسي يدعو للديمقراطية وهو مؤدلج بالإسلام السياسي. من الصعب الاختيار في ظل انحسار الأفراد والجماعات الداعية للعلمانية، و في الوقت ذاته رافعة راية الديمقراطية ومعارضة للأنظمة الاستبدادية. لكن هل العلمانية وحدها تكفي في ظل غياب المناخ الديمقراطية الحقيقي، وليست الديمقراطية الشكلية المحصورة في صندوق، والتي يمكن أن نرى انعكاساتها في الممارسة اليومية بين المواطن والمواطن الآخر وبين المواطن و حكومته، وفي ظل غياب أبسط مفاهيم الليبرالية في تقبل الاختلاف؟ هل يكفي وجود ديموقراطية ظاهرها حر ولكنها ديموقراطية قبلية بلباس متأسلم. ديموقراطية لا تتجاوز الصندوق وكل نتائجها تقود نحو تكريس القبلية وأسلمة المجتمع أكثر فأكثر حتى يفقد الفرد فيها صوته وفردانيته وتغيب معها أبسط مفاهيم المواطنة؟ بكل تأكيد إرادة السلطة وطموحها عامل جوهري في البناء وسرعة التنمية، بيد أن مع غياب الديموقراطية وشعور المواطنة؛ فما قيمة التنمية؛ فالدولة قيمتها من قيمة المواطن. هناك نماذج يقتدى بها في سرعة التنمية والتطور بدون وجود ديموقراطية، لكنها أيضا بدون ضمانات مستقبلية واضحة؛ فهل توارث السلطة يضمن توارث الإرادة ذاتها! إرادة السلطة مهمة لا تقل أهمية عن المناخ الديموقراطي الدستوري، غياب أحدهما يعني بكل بساطة تجربة عرجاء؛ فكيف بغياب العاملين! أعود من جديد لسؤالي الأول: ما الأصلح للأمة في الظروف الراهنة في ظل انحسار الأفراد والجماعات الداعية للعلمانية والليبرالية، وفي الوقت ذاته رافعة راية الديمقراطية ومعارضة للأنظمة الاستبدادية في المنطقة؟

تعليقات

المشاركات الشائعة