هل أنت ضد أم مع اعتقال مواطنين من قبيلة المعشني على خلفية صلاة العيد؟ - محمد الفزاري

 


#عمان_نسيج_متماسك_وواحد وأتمنى أن يبقى متماسكا دائما؛ وعلى كل فرد عماني وغير عماني مقيم على أرض عمان أن يستشعر بهذه المسؤولية وأن من واجبه الدفع نحو هذا التماسك والتعاضد. وإذا أخذنا قضية #الدكتور_علي_عامر_دبلان_المعشني وما تبعها من #اجتماع_قبيله_المعشني؛ كمثال سنلاحظ أن هناك تعصبا من كلا الطرفين: الطرف الأول باسم المذهب، والطرف الثاني باسم الدولة. كان على الأول، وهو ينطلق من منطلقا فقهيا أن يعلم أن المذهب الشافعي يقول بفكرة اختلاف المطالع، وإذا كان يتبع المذهب الحنبلي؛ سيلاحظ أن مشايخهم يؤكدون على نفس القول كذلك. ولذلك لا يوحي هذا الفعل إلا عن جهل وتشدد غير مبرر. أما الطرف الثاني، الذي يعتقد بفكرة فجة، أن نسيج الدولة يجب أن يكون لون واحد وشكل واحد متجاهل الاختلافات بكل أشكالها التي يتميز بها المجتمع العماني، إيمان منه أن التعبير عن هذه الاختلافات خطر على الدولة! وهذا الإيمان أيضا فيه الكثير من المغالطات فضلا عن التعدي على الحقوق الفردية مثل حرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر. الحل هو، بجانب أن على كل فرد أن يبتعد عن التشدد الديني ويحرص على توسيع مداركه في فهمه للدين ومقاصده، حان الوقت أن تأخذ الدولة مطلب تأسيس مجلس إفتاء يمثل المذاهب العمانية بعين الاعتبار، أو يترك للأفراد حرية ممارسة معتقداتهم وشعائرهم كما يرون مناسبا. وإذا كان لا بد من أن نقنن هذه الحرية؛ فيجب على الدولة أن تضرب بيد من حديد كما يقال، على كل فرد تسول له نفسه استخدام هذه الحرية لإنتاج خطاب كراهية وتكفير أو للتعدي على حرية أفراد وشخوصهم بالسب أو الإيذاء الجسدي. التنوع في نسيج المجتمع، والتعبير عن هذا التنوع، ما داهمه في إطار دولة المواطنة؛ هو إثراء وقوة للدولة وليس إضعافا لها. النظام الذي يخاف من هذا التنوع والاختلاف هو نظام مستبد وشمولي أو- على أقل تقدير- يحمل هذه السمات، ويسعى دائما على السيطرة على المعلومة وخيارات المجتمع وحرياتهم لكي يضمن بقاءه في السلطة لأن لا يمكنه الاعتماد على الشرعية الشعبية! نقطة أخيرة أيضا لا بد من الوقوف عندها، وهو وجود القبلية في هذا الحدث. هناك من يمتعض من تدخل القبيلة ويرى أنها نزعة قبلية وفيها نوع من التحدي للدولة. لو افترضنا أن الواقع كما ذكر، فأول من يؤاخذ على ذلك هو النظام العماني. النظام عظم من دور القبلية في الجوانب التي تخدمه وقزمها في الجوانب التي تضر مصالحه ويمكن أن تنازعه سلطته. النظام منذ بداية حكم السلطان قابوس، عمل على احتواء القبيلة تحت جناحه ولكن لم يعمل على تقويضها- بشكل كامل- لحساب دولة المواطنة وكان هذا خدمة لمصالحه. وإذا رأينا حضور للقبيلة فلا يجب أن نتعجب أو ننعت أصحاب هذه النزعة بعدم الوطنية! القبيلة وفق شرعية النظام ورؤيته للدولة هي جزء لا يتجزأ من وجود الدولة ووجود النظام ذاته!

تعليقات

المشاركات الشائعة