نظرة غير تقليدية: كيف تتقاطع أفكاري مع الإسلام الحركي في فهم الصهيونية رغم الاختلافات الجوهرية - محمد الفزاري

 


رغم اختلافي الجذري مع جماعات الإسلام الحركي؛ ولكن كنت دائما أجدني أتقاطع معهم في فكرة وحيدة وهي نظرتهم وفهمهم للكيان المحتل الصهيوني ومن خلفه الصهيونية الدولية ورعاتهم الغربيون ذوو المنطلقات الاستعمارية. ذلك الفهم كل يوم يثبت صحته، وتجلى أكثر بعد طوفان الأقصى: فلسطين أرض محتلة، و إسرائيل كيان محتل استعماري استيطاني؛ وكما أحتل الأرض بالقوة، تسترجع الأرض منه بالقوة، ولا خيار آخر. وهذا لا ينفي أنهم ينطلقون من منطلقات إسلامية يبنون عليها أحقية المقاومة، وأنا وكثير غيري، ننطلق من منطلقات إنسانية ولذلك اختلف مع منطلقاتهم، ولكن النتيجة واحدة: كيان محتل استعماري وما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة. والقوة هنا ليس بالضرورة قوة السلاح. المفارقة هنا، دائما ما تحسب هذه التيارات على الرجعية، وهي كذلك في نواح كثيرة ولكن إحقاقا للحق كانت وما زالت أكثر تقدمية في واقعيتها السياسية حول القضية الفلسطينية؛ والجانب الآخر الذي كان وما زال يحسب على التقدم، هو في الغالب ولا أعمم أكثر تخلفا في فهمه لمعطيات الواقع: ونتائج معاهدات السلام والتطبيع وحل الدولتين أكبر مثالا على إخفاق هذا النوع من التفكير الذي هو أقرب للسذاجة منه للواقعية السياسية. ولعل هذا يرجع لسبب كان من المفترض أن تكون نتائجه محمودة، وهو كذلك في نواح عدة باستثناء القضية الفلسطينية والمصالح المحلية للدول العربية، وأشير هنا إلى الإيمان بالديموقراطية الليبرالية وما انعكس عنها من مؤسسات ومعاهدات وواقعية سياسية تميل مصالحها دائما لكفة الأقوى. وتلك الجماعات ليس بالضرورة لتقدمهم الفعلي في الفهم السياسي ولكن أيضا لبعدهم ورفضهم التأثر بخطاب الديمقراطية الليبرالية!

تعليقات

المشاركات الشائعة