كلام مهم يجب أن يقال.. إلى جهاز الأمن الداخلي - محمد الفزاري


بعد مضي قرابة 6 أشهر منذ منعي من السفر ومصادرة وثائقي، قلت للعقيد الذي كان مسؤولا عن ملفي ويفرض عليّ مقابلته وديا للحديث* بين حين وآخر: أنا خلاص تعبت ما ممكن أستمر أعيش بدون وثائق، لا جواز ولا بطاقة شخصية.. ومافيه جهة قضائية قبلت تستلم تظلمي ضد جهاز الأمن.. وأنت عارف أنا ما علي أي قضية "وقتها".. وإذا استمر الحال بخرج من عمان.

ضحك ورد: أنت الإمارات ما تقدر تدخلها.

لم أرد واكتفيت حينها بالصمت مع ابتسامة ساخرة وأنا أحدثني: حد يتكلم عن دخول الإمارات ههه. بعد مضي شهرين أنا في لندن.

من الواضح أن أفراد جهاز الأمن الداخلي يفهمون أن معنى مفردة الأسرة الحاكمة في النظام الأساسي ليس فقط أنهم يملكون الحكم، بل أيضا يملكون جميع المواطنين وثروات البلاد. يعتقدون أن جميع المواطنين مجرد عبيد في مزرعتهم. وهم لهم الحق في تقرير مصيرهم. ذات الأسباب تتكرر. نحن أدرى بمصلحتكم.. نحن نحميكم من أنفسكم. هذا ما حدث معي، وهذا ما يحدث مع زوجتي، وهذا ما يحدث مع كل المواطنين المغضوب عليهم.

أنا أعرف سبب غضبكم، لأني كسرت ثقتكم العمياء بقدرتكم في التحكم بمصير المواطنين. كنتم تعتقدون أنكم قادرين على السيطرة على جميع المواطنين بترهيبكم، وغرس ثقافة الخوف، والضغط على كل خارج عن طوع أمركم اجتماعيا وأسريا. لكن أؤكد لكم هذه لعبة صبيانية عندما تقوم دولة بهذه الأفعال التي تسيء للسمعة الوطن قبل أن تسيء لكم.

وأعرف أيضا أن سبب سخطكم أكثر وأكثر، أني خرجت من عمان بأموالكم عمدا لأكسر كبرياؤكم وأصفع ثقتكم العمياء. كنتم تحاولون رشوتي منذ سنوات مقابل السكوت ورفضت.. حاولتم تبني مجلة مواطن ورفضت. لكن عندما قررت الخروج تركت كل ما أملك لأسرتي، وقلت لعقيدكم ممكن الآن آخذ مساعدة لو هناك إمكانية لأني أمر بظروف أسرية. أعطاني مبلغ صغير، وحجزت به تذكرتي وصرفت الباقي على تكاليف السفر الأخرى.

أقول كل هذا كرسالة لعل هناك رجل رشيد في جهاز الأمن يفهم ما أعني. أنتم وسلطتكم لا تملكوننا. نحن أحرار. تذكروا كلامي هذا.

أعلم أنكم منذ خروجي حاولتم كثيرا الضغط على زوجتي وأسرتها لدفعها للطلاق. للأسف أقولها أن خستكم ودناءتكم وصلت للتصريح بهذا أمام والد زوجتي وزوجتي عندما تم استدعاؤهم: "محمد يرجع أو الطلاق". تعرضتم للأسرة في أبسط حقوقهم مثل التوظيف. وماحدث مؤخرا من منع* مجرد تكملة لمسلسل خستكم لدفع أسر زوجتي لإنهاء الزواج بحجة العيب والفضيحة وكلام الناس وكذلك الخوف على مصالحهم. ولهذا أحمّل الأجهزة الأمنية هذا المصير وعواقبه.


هوامش:
*هدف اللقاءات الودية هو عمل غسيل المخ بالاضافة إلى الترهيب والترغيب لكل مواطن يخرج على عصا الطاعة. يتم نقلك من ضابط إلى آخر اعتمادا على مستوى النجاح أو الاخفاق الذي يحققه الضابط.
*لم تكن زوجتي والأولاد ينوون الاستقرار في بريطانيا، كانت مجرد زيارة قصيرة لمدة شهر.

المشاركات الشائعة