قلادة المواطن الفعال ووسام المصلح بين شد وجذب - محمد الفزاري
من يحاول محاصرة مفهوم الوطنية في ركن معين فهو واهم، فنحن هنا نتحدث عن شيء نسبي لا يمكن لأي شخص كان أن يقتصر بمعناه في ممارسات أو نهج كتابي معين أو حتى طريقة تفكير واهتمام لنحو ما. الغريب في الأمر هو ما تقرأه وتسمعه خلاف ذلك وخاصة من الفئة التي هي في موقف مضاد ودائم من الأشخاص الناشطين سياسيا وحقوقيا وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "أن هؤلاء المعتقلون يتبجحون دائما بوطنيتهم وأنهم هم فقط من يحمل فكر الاصلاح والتغيير".
أنا أستطيع أن أؤكد وأتكلم بلسان جميع المعتقلين لا أحد منا يتكلم بهذا المنطق، ولا أحد منا يؤمن أن ما يفعله ويقوله ويكتبه هو السبيل الوحيد للإصلاح، وإذا افترضنا جدلا يوجد نعم من يؤمن بذلك أقول له لا يوجد لك متسع بيننا، ويوجد مئات بل آلاف من العمانيين يخدمون عمان بأفعالهم وبصدق وهم صامتون وتأثيرهم أكثر مما تحمله جعبتك من أفكار مشوهة.
وطريق الإصلاح طريق واسع جدا ولا توجد به حدود معينه، لكن تبقى هناك بدون شك ملامح تحدد إذا كان هذا المتحدث يريد الإصلاح أم "التطبيل". حيث نشاهد شخص ما يقف موقف متزمت بشكل كلي لأي انتقاد يوجه إلى الأداء الحكومي ويحاول يوهم الآخرين وفي الحقيقة يوهم نفسه أنه لا يوجد هناك سلبيات نهائيا "ونحن بخير وأهم شيء الأمن والأمان". وبالنسبة إلي من يتخذ الطريق الأول عن قناعة وإيمان، أفضل من شخص ما يتأخذ أن يسلك ذلك الطريق أيضا لكن فقط لحماية مصالحه الخاصة لا أكثر رغم معرفته بالحق.
وفي الأخير أقول أن فكرة الإصلاح والتغيير يجب أن تترسخ في أذهاننا جميعا لتنعكس بعد ذلك في سلوكياتنا وحديثنا وكتاباتنا. ولكن كما قلت في الأعلى، لا توجد هناك طريقة واحدة للتعبير فيها عن فكرك الإصلاحي، وأقله أن تحاول أن تصلح في مكان عملك وتقول قول الحق؛ فالصحفي بمقالاته، والطبيب في مستشفاه، والمعلم في مدرسته وهلم جرا. وكما قلت سابقا أيضا أن ملامح طريق الإصلاح والسعي للحق واضحة المعالم، ومن يريد "التطبيل" والنفاق والمجاملة لن يخدع إلا نفسة وسيبقى بفكره الأناني والجشع أسفل الأسفلين في نظرة المجتمع مهما ارتقى كما هو يرى نفسه.