برج الجامعة ينهار - محمد الفزاري
أنا طالب عماني عادي لا أدعي الالتزام (الطواعة)، حلمت كغيري من الطلاب العمانيين في دخول الجامعة. طبعا ليست كأي جامعة، إنها جامعة السلطان قابوس. لدرجة أنك تتمنى فقط زيارتها ولو لمرة لينالك شرف الزيارة، وملامسة جدرانها، لترتوي بعبق مناظرها الخلابة التي تتشح بروح القدسية السلطانية، لأنها تحمل في طياتها اسم باني تلك النهضة المباركة وقبطان سفينة حكومتنا الرشيدة، التي نالها الرشد كما لم تنالها أي حكومة من قبل لا من بعيد ولا من قريب، حكومة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
نالني الشرف كما نال غيري من الطلاب من قبل ومن بعد بدخول جامعة الأحلام، ومرت السنة الأولى كما تمر على أي طالب يدخل تلك الجامعة. إنها سنة النقاهة للطالب العماني بعد 12 سنة خدمة في المدرسة، متنقلا بين مراحلها التي اندثرت مسمياتها، تكاد أحيانا أن تتصورها أفضل وأمتع من نقاهة وزير، يقضيها بأوربا في إجازته السنوية بعد سنة من الجهد والتعب والسهر لراحة عيون المواطن العماني. ما أذكره جيدا في تلك السنة هو شعورنا بالانضباط العسكري من إداريي الجامعة وعمادة شؤون الطلاب بشكل خاص في الحفاظ على قيمة الجامعة القيمية والأخلاقية كونها صرح علمي وثقافي يختلف نهائيا عن البيئة الخارجية، وما يصلح خارجها ولو كان في نظر البعض يتراوح بين الواجب والمندوب لا يصلح في الجامعة.
لكن بعدها تطورت الأمور في السنوات التالية كما تتطور بلادنا بشكل سريع وعجيب من كل النواحي التعليمية والاقتصادية والاجتماعية، حتى أصبحت عمان محط أنظار الطامعين، وحسد الحاسدين وغيرة جيراننا الخليجيين، فلتفتخر يا عماني كونك عماني وتدرس في جامعة الأحلام، بعد قدوم ريسنا الجديد صاحب الفن الأصيل والذوق الرفيع، حتى يسرت جميع التسهيلات للطلاب، فلم يعد من الضروري أن تتعب نفسك وتكلف على جيبك بحضور حفلة غنائية وهي تقدم لك بالمجان في صرح جامعتنا الحبيبة، أفتخر وأفاخر كوني طالب في جامعة الاحلام.
ما أجمله من شعور وأنت ترى نجمة نجوم الخليج وفنان الشباب في الأعراس يزورنك ويمتعوك بفنهم الأصيل، ما أجمله من شعور وأنت ترى الطلاب يرقصون على المسرح بأنغام ألحانهم وأصواتهم العذبة، رقص يخيل لك كأنه عرس لتنسى نفسك كونك طالب جامعي يُشدك الرقص، لكنني للأسف لم أرقص، لأني لم أكن أحمل في جيبي إلا بعض من الريالات، ولم أتمتع بالكرم الكافي وقتها لصرفها كما فعل غيري وهو يرقص على الأموال(تنقيط).
وأنا الآن على مشارف التخرج أسمع إنجازا عظيم آخر بعد سلسلة طويلة من الإنجازات تقوم بها جامعتنا، يا له من إنجاز، أفتخر وأفاخر لأني سأتخرج من جامعة الأحلام، حيث تعتزم جامعتنا باستضافة فنانة العرب وصاحبة الحنجرة الذهبية والوجه الذي عندما تراه يتراء لك أنك في الجنة، وأيضا وما هو أعظم استضافة فنان تركيا الكبير ونجم نجوم الأفلام الاباحية هناك، ما أجمله من إنجاز، ما ذا بعد!
شكرا لك يا ريس من القلب، لكن أنت عارف يا ريس ما الكل يقدر هذه الانجازات، ليس الجميع يقدر الفن، أعذر الشباب غير الواعين بمصلحتهم عندما يقفون أمامك حجر عثرة لمنع هذا الانجاز، ولا تلتفت أيضا الى مجلس الشورى وأعضائه عندما يقفون هم الآخرين كسد أمام إنجازاتك العظيمة، ببساطة هم لا يعلمون ما تعلمه ولا يقدرون ما تقدره ولا يشعرون ما تشعر به من ذوق رفيع ومرهف.........خف علييييينا يالحساس.