أخيرا،،، (هي) لا تساوي (هو) - محمد الفزاري
(1)
قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم،،،
قانون رباني سماوي أن الله لا يغير حال قوم حتى يغيروا ما بداخلهم من قناعات وأفكار والتي تقود إلى أفعال وممارسات، فنحن كعمانيين لن يتغير ولن يتبدل حالنا أبدا إلى الأفضل، والله سبحانه وتعالى لن ينصرنا ولن يغير حالنا إلا إذا طبقنا المعادلة الربانية وحاولنا معرفة السبب.
(2)
إني لأشتم رائحتها،،،
نعم الحرية آتيه لا محالة ولا أحد يستطيع نكران ذلك لأنه وعد رباني كما أسلفنا والله سبحانه وتعالى لن يخلف وعده؛ فالشعب العماني أخيرا بدأ يصحوا ويغير من حاله ومن أفكاره وقناعاته، أخيرا بدأ يدرك أن له حقوقا مثل ما عليه واجبات باتجاه هذا الوطن لا حكومة هذا الوطن، أخيرا بدأ يفرق أن عمان لا تساوي قابوس ولا قابوس يساوي عمان، أخيرا أدرك أن الوطنية الحق لا تأتي إلا بحب تراب هذا الوطن والعمل من أجله، أخيرا بدأ يفقه أن المواطن الصالح هو من يحب عمان ويسعى لمصلحتها لا من يحب قابوس ويسعى لمصلحته الشخصية، أخيرا أدرك الشعب العماني أن قابوس وحكومته ليسوا إلا موظفين يجب أن يخدموا بكل جد وحرص لمصلحة هذا الوطن، وليسوا ملاك لهذا البلد ولثرواته، أخيرا أدرك الكثير أن ثروات عمان هي حق للجميع وليست لفئة خاصة، أخيرا أدركوا أن الجميع معرض للخطأ ولا أحد معصوم من ذلك والجميع قابل للنقد وقابوس كذلك، وأخيرا وليس آخرا فهم البعض أن حب قابوس خيار شخصي لا واجب وطني.
(3)
لا تشكك في وطنيتي،،،
أسلوب قديم جديد يستخدمه بعض الناس في محاربة من يدعوا للإصلاح والتغيير من الشباب الحر، فيعمدون على التشكيك في وطنيتهم وولائهم لهذا الوطن ووصفهم بعدة صفات مثل النكران والجحود والتخريب والتحريض، وهذا إذا دل يدل على ضعف سريرتهم وموقفهم. وفي الحقيقة هذا يشكل حجر عثرة في مسار حوار ديموقراطي وشفاف يقبل الآخر ويناقش أفكاره ولا يناقش شخصه. ومن خلال متابعتي يمكن أن أقسم هؤلاء الناس إلى ثلاثة أقسام: الأول مدفوع لهم فهذه هي وظيفتهم سواء كان يعتقد بهذا أم لا؛ فهي لقمة عيشهم وهي فئة قليلة ومؤثرة، أما القسم الثاني هم الفئة المستفيدة من هذا النظام ويهمهم بقاء الحال كما هو وهي أيضا قليلة لكن غير مؤثرة بشكل كبي، أما القسم الثالث مازال مغرر بهم وما زال لا يفقه ما يدور حوله وهم الفئة الأكبر من المجتمع وغير مؤثرة.
(4)
الحكومات هي من تصنع الشعوب،،،
نعم الحكومة هي من تصنع الشعب والتاريخ يشهد بذلك؛ فكم من شعب كان متخلف ويعتبر من شعوب العالم الثالث - كما يسمينا الغرب المتقدم وهي عبارة تحمل نوع من الرفق بالمشاعر، لأن في الحقيقة كان من المفترض أن يطلق علينا بالعالم المتخلف- لكن بسبب رغبة حقيقية للإصلاح ووجود إستراتيجية واضحة من رجال حملوا على عاتقهم هم الإصلاح والارتقاء بأوطانهم من التخلف إلى التطور ومن العالم الثالث إلى مصاف الدولة المتقدمة، أصبحوا أمثلة يقتدا بهم وتضرب بهم الأمثلة.
دليل واضح أن الحكومات دورها كبير جدا سواء نحو الأفضل أو الأسوأ فكلنا نعلم الكثير من الدول تطورت وأصبحت من الدول المتقدمة على الرغم أنهم لا يملكون أي مصادر أو ثروات طبيعية. فقط، لأنهم أدركوا أن الثروة الحقيقية فوق الأقدام وهي العقول وليست تحت الأقدام. أما نحن كعرب أيضا يضرب بنا المثل لكن في سوء استغلال مواردنا الطبيعية عن طريق النهب والسرقات التي تمارسها حكوماتنا. وعلى الرغم من وجود الكثير من الثروات لكن مازلنا في القاع. والسبب هو تسلط واستبداد 22 حاكم على عقول بقية ملايين المواطنين. ولو كان الشعب بيده التغيير بطريقة سلمية غير جماهيرية، وأقصد هنا مثل الاعتصامات، عن طريق النصح والكلام فقط لتغيرنا من زمان. كم عدد العلماء والفلاسفة والمفكرين الذين ظهروا في القرن المنصرم ودعوا للإصلاح والتغيير وتفننوا في الأساليب لكن، بلى جدوى. وهذا دليل واضح على أن الحكومات هي من تصنع شعوبها.
(5)
الخلاصة،،،
طريق التغيير والإصلاح لا يأتي إلا بطريقتين لا ثالث لهما وتنطبق عليه الآية الكريمة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، لأنه وعد رباني وقانون إلهي والله لا يخلف وعده. الطريق الأول ويعتبر الأسهل والأسرع هو بوجود قناعة صادقة من رأس الحكومة بأهمية التغيير والإصلاح والتقدم مع وجود إستراتيجية واضحة ومدروسة وأهمها الإيمان بأن الثروة الحقيقية لأي مجتمع هو العنصر أو العامل البشري. الطريق الثاني ويعتبر الأصعب والأبطأ وبه الكثير من المخاطر والتضحيات هو التغيير الذي يأتي من أسفل الهرم وذلك عن طريق انتشار الوعي بأن لهم حقوقا قد سلبت منهم، وعن طريق امتلاك معايير المقارنة والتحرر من ثالوث القهر وهو استبداد فرعون وقارون وبلعم بن باعورا.
(6)
رسالة،،،
- يا حكومة عمان متى ستفهمين أن الاشتراك هو السر كل السر في نجاح الأمم المتمدنة لا استبداد عقل واحد على حكومة بأكملها.
- العافية المفقودة والمنشودة هي الحرية السياسية والإعلامية.